وجدة .. المركز الجهوي لتحاقن الدم ينفي بيع دم المتبرعين

هبة بريس – أحمد المساعد

بعد نشر المركز الجهوي لتحاقن لتحاقن الدم نداء التبرع بالدم هذه الأيام لساكنة وجدة بالتوافد للمركز من أجل التبرع بقطرات من دمها، وذلك لأن مخزون الدم قد استنفذ بسبب طلبات الدم الكثيرة و المستعجلة، وانتشار اشاعة بيع الدم ومقارنتها بالعزوف عن التطوع للتبرع.

وفي هذا الصدد، اصدر المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة توضيحا على صفحته الرسمية، بناء على كثرة التعاليق بان العزوف عن التبرع بالدم يرجع سببه بالدرجة الاولى الى الفكرة المغلوطة المنتشرة بين اوساط المواطنين، وهي إشاعة بيع الدم للأسف، ونحن في 2025 مازال الناس يؤمنون بهذه الإشاعة رغم التوضيح مرات كثيرة، ولهذا ارتأينا أن نوضح مرة أخرى ونشرح لأصحاب العقول المتفتحة، وعيا منا انها ستستوعب المسألة وتساعدنا في تصحيح المغالطات الكبيرة، التي يدفع ثمنها مريض بفقر الدم الحاد الذي يعيش على اكياس الدم او نساء حوامل تعرضن لنزيف حاد اثناء الولادة او مرضى سرطان الدم و الاطفال الخدج او مرضى الدم او المتعرضين لحوادث السير او الحروق العميقة او لمن يحتاج الدم من اجل اجراء عملية جراحية و غيرها من الحالات التي تحتاج الدم بجميع مشتقاته.

ويضيف التوضيح، بداية التبرع بالدم تؤطره قوانين و تشريعات وهو قانون استخدام الدم البشري 03-94، فالمادة 2 تقول: التبرع بالدم مجاني و لا يجوز أن تدفع عنه للمتبرع أي أجرة كيف ما كان نوعها ويترتب على تسليم الدم و البلازما و ختارات الكريات الحمراء وختارات الصفيحات الدموية تحصيل مقابل تدخل فيه تكلفة العمليات المنجزة لأخذ الدواء و إجراء الفحوص المختبرية عليه و حفظه و تحويله و توضيبه.

فهذه العمليات تحتاج الى كواشف و آلالات و تجهيزات ويد عاملة وأجهزة عالية الجودة، ولهذا يتم وضع تكلفة لكي يحصل المريض على دم تتوفر فيه شروط السلامة والجودة فالمراحل التي يمر منها كيس الدم المحصل عليه من المتبرع تحتاج الى تكاليف باهضة تم تقديرها ثم حصر الواجب الذي سيؤديه المريض في ربع التكلفة و هذا منصوص عليه في القانون و قد حددت تكلفة الكيس حسب نوعه بقيمة موحدة.

وأكد التوضيح كذلك، سنسأل من يؤمن بهذه الاشاعة: هل نستطيع أن نعالج مريضا يحتاج للدم دون ان نمر بعملية التبرع بالدم؟ هل له بديل؟ هل حياة الانسان تقدر بثمن؟ ان كنت تحتاج الى الدم بشكل مستعجل هل يمكنك ان تجد كيس دم واحد دون المرور بهذه المراحل؟ وماذا عن الذي يعتقد انه يتبرع للفقير؟ هل نحن نتبرع للفقير ام للمريض؟ هل المريض ان كان ثريا يمكنه الحصول على كيس دم ان لم يمر بمراحل التأهيل و التخزين و التحاليل؟ نحن نتبرع للمريض المحتاج للدم اي كان فقيرا ثريا متوسطا أجنبيا مسلما ملحدا عربيا أمازيغيا ايا كان نحن نتبرع للإنسان و ليس للفقير نعم انه فقير ولكن فقير للدم و هذه المادة الحيوية لو وجدت في الصيدليات لمات الفقراء و لأن الدم هو الحياة فهو موجود في عروقنا لننقذ به الانسان المحتاج كيفما كانت صفته.

سوف نضع تقريبا للصورة بمثال يضيف التوضيح ذاته، الدم هو من الله و الماء ايضا من الله فلم تدفع تكلفة الماء الذي يصل الى صنبور بيتك، اليس الامر سيان؟ تقوم شركات توزيع الماء بالتحاليل و الحفر و القنوات و غيرها فهل للماء ثمن ليس للماء ثمن و انما انت تدفع تكلفة العمليات المنجزة على هذا الماء لتستطيع شربه بأريحية دون تكبد عناء البحث و التصفية و غيرها و كذاك الدم المتبرع بالدم يتبرع اختياريا بدمه من اجل انقاذ المرضى و يحصل على تحاليل بالمجان و فحص طبي و ان كان منتظما فهو يراقب صحته ناهيك عن انه يستفيد صحيا من عملية التبرع بالدم بفضل تجديد الخلايا الدموية اما المريض فيدفع تكلفة حصوله عل كيس دم يتوفر على أعلى درجات الجودة و السلامة.

وفي الأخير، نحن نرجو من المواطنين ان يتحلوا بروح التضامن و الاخاء و ان يساعدوا اخوانهم المرضى لأن الدم ليس له بديل و لأن حياة الانسان غالية. فتبرعوا بدمكم و ارحموا ضعيفكم و تذكروا قوله تعالى:”و من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا”، ولمن يريد الاطلاع على قوانين التبرع بالدم فهي في موقع وزارة الصحة.