
موقف واشنطن التاريخي.. هل هو مقدمة لفتح القنصلية الأمريكية بالداخلة؟
محمد منفلوطي_ هبة بريس
لايُنكر الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية في تعاطيها مع ملفها الحساس المتعلق بوحدة أراضيها وصحرائها المغربية، إلا جاحد أو منافق، بل ولا يُنكر الدينامية المتواصلة التي أطلقها الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه لتحريك المياه الراكدة وجعل من قضية الصحراء المغربية تلك النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، إلا مُتنكر متجبر جاحد…
دعونا، نعيش نشوة الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي قطعت الشك باليقين، بل وقطعت الطريق أمام دعاة الانفصال ممن كانوا يعولون على الواجهة الأطلسية لتحقيق طموحاتهم التوسعية تحت طائلة الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير… وعن أي مصير يتكلمون وهم أنفسهم يحتجزون المئات ممن ينادون اليوم بالعودة إلى الوطن الأم لينعموا بالأمن والأمان والعيش الكريم بدل العيش في مخيمات العار.
دعونا اليوم، نذكر بالموقف التاريخي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية ترامب الثانية، وكذا الضربة القاضية للمسؤولة الرفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية “ليزا كينا”، الذي أعادت التأكيد على موقف بلادها الداعم لمغربية الصحراء، جاء ذلك في لقاء لها مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية.
المسؤولة الأمريكية أكدت أن “الحل الواقعي والوحيد المقبول للنزاع الإقليمي هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، وأشارت إلى أن هذا الموقف يعكس التزام الإدارة الأمريكية المستمر والذي تم تأكيده في مناسبات عدة”.
الموقف التاريخي هذا يأتي من دولة لها باع طويل وتأثير قوي داخل مجلس الأمن، بل أن أمريكا ليست فقط دولة مؤثرة، بل هي حاملة القلم في مجلس الأمن بخصوص هذا الملف، والمطلوب اليوم أيضا هو نقل هذا الزخم إلى مرحلة جديدة من الحسم والدعم العملي، سياسيا وأمنيا، ذلك ما ذهب إليه الأستاذ الجامعي ” محمد كريم بوخصاص” في تدوينة له على حائطه الفايسبوكي.
جاء في تدوينة الأستاذ الجامعي، أن تجديد واشنطن التأكيد على مغربية الصحراء مهم جدا، خصوصا بالطريقة الواضحة التي تم بها، بعد فترة رمادية مع إدارة بايدن.
وأضاف قائلا: ” لكن لا يكفي التصريح وحده، فالمطلوب اليوم هو استئناف تنفيذ باقي بنود الاتفاق الثلاثي، وعلى رأسها فتح القنصلية الأمريكية في الداخلة، التي توقفت في مهدها مع تغير الإدارة”.
وأشار الأستاذ ” محمد كريم بوخصاص”، إلى أن القنصلية ليست تفصيلا إداريا، بل هي الترجمة الفعلية للاعتراف، والخطوة الحاسمة نحو تثبيت مغربية الصحراء دوليا.
وشدد بالقول على أن أمريكا ليست فقط دولة مؤثرة، بل هي حاملة القلم في مجلس الأمن بخصوص هذا الملف، والمطلوب اليوم أيضا هو نقل هذا الزخم إلى مرحلة جديدة من الحسم والدعم العملي، سياسيا وأمنيا.
وأضاف الأستاذ ” محمد كريم بوخصاص”، أن هذه الانتصارات تعتبر مقدمة جيدة للدبلوماسية المغربية، يكرسها حجم الألم في قصر المرادية، والارتباك في صياغة الجزائر بيانها الذي لم تقو فيه على إظهار “التفرعين” الشفوي، كما فعلت مع دول أخرى.
وختم تدوينته بالقول: ” اللحظة حاسمة، والفرصة سانحة، والمطلوب: سرعة، ووضوح، واستمرار في رسم طريق السيادة بثقة وواقعية”.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X