
ملف عمال النظافة بتسلطانت.. دعوات الإدماج بين المطالب الاجتماعية والحسابات الانتخابية
هبة بريس – محمد الهروالي
في خضم النقاش الدائر حول وضعية عدد من عمال النظافة الذين اشتغلوا في إطار عقود دائمة مع شركة “كازا تكنيك” المفوض لها سابقاً بتدبير القطاع بمقاطعة المنارة بمدينة مراكش، طفا إلى السطح ملتمس برلماني يطالب بإدماجهم في الشركة الجديدة المكلفة بالتدبير، وسط جدل قانوني وشكوك سياسية.
الملتمس الذي وجهه البرلماني عن حزب الاستقلال عبد العزيز درويش إلى والي جهة مراكش آسفي، دعا إلى “ضمان حقوق هؤلاء العمال وإدماجهم في الشركة الجديدة”، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، خصوصاً أن هذه الدعوة تصطدم بجملة من القوانين والتنظيمات التي تؤطر التوظيف في الجماعات الترابية ومؤسساتها المرتبطة.
مصدر مطلع أوضح أن البرلماني الاستقلالي “يعلم جيداً أن قواعد التوظيف بالجماعات الترابية تقتضي التوفر على موارد مالية قارة، مع ضرورة برمجتها ضمن الميزانية، وهو ما لا يمكن تحميله لشركة متعددة الخدمات”، مضيفاً أن “القانون لا يسمح لهذه الشركة بإدماج العمال العرضيين أو من في حكمهم إلا وفق الشروط التي ينص عليها التشريع المغربي”.
واعتبر المصدر ذاته أن “المطالبة بالإدماج في هذا التوقيت لا تعدو أن تكون سوى تحركاً انتخابياً في غير أوانه”، مشيراً إلى أن البرلماني نفسه “سبق له أن تولى رئاسة المجلس الجماعي لولايتين متتاليتين، دون أن يُبادر بأي إجراء فعلي يترجم ما أصبح يطالب به اليوم، مما يكشف عن طابع المزايدة السياسية في تحركه الحالي”.
وفي سياق متصل، شدد متتبعون للشأن المحلي على أن “استغلال معاناة هذه الفئة الاجتماعية الحساسة في سياق الحملات الانتخابية أمر مرفوض أخلاقياً”، مطالبين بالفصل بين المطالب الاجتماعية المشروعة، التي يجب أن تخضع للمساطر والقوانين، وبين المناورات السياسوية التي لا تخدم لا العمال ولا الشأن العام.
ويبقى مستقبل هذه الفئة من العمال رهن القرار الإداري المؤطر قانونياً، بعيداً عن أية محاولات لتسويق حلول ظرفية قد تفتقر للأساس القانوني، وتُستخدم فقط كوقود لحملات انتخابية سابقة لأوانها.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X