ظاهرة الاعتداءات بقصد السرقة تتفاقم وسط غياب تقديم المساعدة

هبة بريس – أحمد المساعد

تشهد العديد من المدن المغربية، في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الاعتداءات بقصد السرقة، في مشهد ينذر بالخطر ويثير القلق في أوساط المجتمع، الأكثر إثارة للانتباه في هذه الظاهرة ليس فقط تفشي الجريمة، بل الغياب اللافت لأي تدخل من المارة أو شهود العيان لتقديم العون أو المساعدة للضحايا، ما يعكس تراجعًا في قيم التضامن الإنساني والأمان المجتمعي.

اعتداءات في وضح النهار

تعددت حوادث السرقة المصحوبة بالعنف، والتي أصبحت تقع في أوقات مختلفة من اليوم، بما في ذلك ساعات النهار وأماكن عامة يفترض أن تكون آمنة. الضحايا في معظم الحالات هم من النساء أو كبار السن، وغالبًا ما يتعرضون للإيذاء الجسدي أو النفسي أثناء محاولتهم مقاومة المعتدين.

لامبالاة… أم خوف مشروع؟

ما يثير الاستغراب أكثر من الجريمة نفسها، هو رد فعل المحيطين بها. فقد وثّقت العديد من الكاميرات الأمنية ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حوادث اعتداء، يُشاهد فيها عدد من الأشخاص يقفون دون تدخل، بل أحيانًا يختارون الابتعاد دون إبلاغ الجهات الأمنية أو محاولة المساعدة.

يرى بعض الخبراء أن هذا السلوك قد يكون نتيجة الخوف من تعرضهم للأذى، أو انعدام الثقة في فعالية التدخل، بينما يعزوه آخرون إلى ضعف الروابط الاجتماعية وتراجع الشعور بالمسؤولية الجماعية.

دعوات لتعزيز الأمن والتوعية المجتمعية

في هذا السياق، دعت جمعيات حقوقية وأصوات مجتمعية إلى ضرورة تعزيز التواجد الأمني في الشوارع، وتكثيف حملات التوعية التي تشجع المواطنين على التصرف بمسؤولية ومساعدة الآخرين، دون تعريض أنفسهم للخطر، وذلك من خلال الاتصال الفوري بالشرطة أو الإبلاغ عن الجناة.

الفصل 431 من القانون الجنائي المغربي

يعاقب كل من امتنع عن تقديم المساعدة لشخص في خطر رغم قدرته على ذلك دون أن يتعرض هو نفسه أو غيره للخطر، بـ:

الحبس من 3 أشهر إلى 5 سنوات وغرامة من 300 إلى 1000 درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.

إن تكاثر هذه الظاهرة يشكل تهديدًا مباشرًا للأمان المجتمعي، ويضع الجميع أمام مسؤولية جماعية للوقوف ضد العنف والجريمة، وإعادة إحياء قيم التضامن والتعاون، التي كانت منذ زمن أساس استقرار المجتمعات وتماسكها.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى