تعزيز الطابع الرسمي للأمازيغية.. محاضرة تكشف عن الرؤية الدينية والثقافية

أحمد وزروتي-هبة بريس

نظمت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي هذا الأسبوع بالرباط محاضرة تفاعلية تحت عنوان “موقع البعد الديني الإسلامي في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”. وقد أطر المحاضرة الأستاذ لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، الذي تم تكريمه تقديرًا لجهوده في شرح الدين الإسلامي باللغة الأمازيغية عبر مختلف الوسائل الإعلامية.

شارك في المحاضرة كل من الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، والأستاذ محمد اعميرى، صحفي وباحث مختص في الإعلام الديني، الذين تناولوا من خلال تفاعلاتهم أهمية النهوض بالأمازيغية في المجال الديني الإسلامي، بما يتماشى مع الدستور المغربي والقانون التنظيمي.

أكد الأستاذ سكنفل في مداخلته أن تاريخ تدين المغاربة الناطقين بالأمازيغية يعكس الاعتدال والوسطية، مشيرًا إلى دور الأمازيغ في نشر الإسلام في شمال إفريقيا والأندلس، وتأكيده على أهمية ترسيم الأمازيغية في جميع المجالات. كما شدد على ضرورة تظافر جهود المجتمع المغربي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، مع الحفاظ على توازن بين اللغتين العربية والأمازيغية.

من جانبه، حذر الأستاذ محمد اعميرى من أي محاولات لخلق تناقض بين الأمازيغية والإسلام، مؤكدًا أن الأمازيغية كانت وسيلة أساسية في نشر الدين الإسلامي في المغرب ومنطقة شمال إفريقيا. وذكر في هذا السياق تاريخ إمارة النكور الأمازيغية الإسلامية التي أسسها صالح بن منصور في الريف.

الدكتور عبد الفتاح البلعمشي أكد في مداخلته أن المغرب بذل جهودًا معتبرة في الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية، وأشار إلى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كان له دور كبير في هذا المجال، مما جعل المملكة المغربية مرجعًا إقليميًا في الحفاظ على الأمازيغية.

بدورها، أكدت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي أن البعد الديني كان حاضرًا دائمًا في أدبياتها وأنشطتها، معتبرة أن الحفاظ على الأمازيغية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإسلام. كما استعرضت الجمعية أعمالًا مهمة قدمتها في هذا الإطار مثل ترجمة القرآن الكريم والسيرة النبوية إلى اللغة الأمازيغية.

رغم التقدم الذي تحقق، أشار المتدخلون إلى أن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في المغرب لا يزال يواجه تحديات، خاصة في القطاعات الحكومية التي لم تلتزم بعد بالمقتضيات القانونية لتفعيل هذا الطابع، مثل غياب الترجمة الرسمية للقرآن الكريم إلى الأمازيغية وبحرف “تيفيناغ”، وتحديات إدماج الأمازيغية في تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى