
تجار المركب البلدي بالناظور بين الإهمال والتهميش.. ومليارات الجماعة بلا أثر
هبة بريس : محمد زريوح
يعيش المركب التجاري البلدي بالناظور وضعية متدهورة تثير قلق التجار والمهنيين، وسط إهمال واضح من السلطات المختصة، وخاصة الجماعة الترابية للناظور. فقد تحول هذا السوق، الذي كان يُعتبر من المراكز الاقتصادية المهمة بالمدينة، إلى فضاء يعاني من التهميش وغياب أبسط شروط العمل التجاري اللائق.
ولا يخفي التجار استياءهم العميق من الحالة المزرية للمركب، الذي لم يشهد أي إصلاحات أو عمليات صيانة منذ تأسيسه عام 1987. فقد أصبح السوق يعاني من بنية تحتية متدهورة، وغياب التجهيزات الضرورية، مما يجعله بيئة غير صالحة لممارسة الأنشطة التجارية، إضافة إلى المخاطر الناجمة عن تهالك المحولات الكهربائية والأسلاك المهترئة، التي تهدد سلامة التجار وزوار السوق.
وأمام هذا الوضع المتأزم، يطالب التجار بتدخل عاجل من المجلس الجماعي للناظور والجهات المختصة، من أجل إطلاق إصلاحات جذرية تعيد الاعتبار لهذا الفضاء التجاري المهم، وتعيد إليه ديناميكيته الاقتصادية التي تراجعت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.
لكن مشكلة التجار لا تتوقف عند البنية التحتية فقط، بل تمتد إلى غياب رؤية تنموية واضحة لتأهيل المركب، حيث يطالب المهنيون بوضع استراتيجية حقيقية لإعادة هيكلته وجعله مواكبًا لمتطلبات السوق الحديثة، مما سيضمن استمرارية النشاط التجاري فيه ويعزز مكانته كأحد أبرز الأسواق في الإقليم.
المفارقة الكبرى تكمن في أن الجماعة الحضرية للناظور حققت فائضًا ماليًا بلغ 4 مليارات سنتيم، ومع ذلك، لا تزال المدينة تعاني من نقص حاد في البنية التحتية ومشاكل الإنارة والطرقات، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول كيفية تدبير هذه الموارد ولماذا لا يتم استثمارها في مشاريع حيوية تعود بالنفع على المواطنين والتجار على حد سواء.
ومع تزايد الاحتقان وسط التجار، تتجه الأنظار إلى الجهات المسؤولة لمعرفة ما إذا كانت ستتفاعل مع مطالب المهنيين أم أن الوضع سيظل على حاله، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتواصل الركود التجاري الذي يؤثر سلبًا على اقتصاد المدينة ككل.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X