
الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.. إلى أين تتجه؟؟
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم – الولايات المتحدة والصين – دخلت مرحلة جديدة من التصعيد في ظل تهديدات متبادلة وفرض رسوم جمركية على عدد من السلع، تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية أثار رداً قوياً من بكين، التي أعلنت استعدادها “للقتال حتى النهاية”.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث باتت فرض الضرائب الجمركية على الواردات الصينية من الولايات المتحدة تهدد الاقتصاد العالمي.
في الأيام الماضية، شهدت الأسواق العالمية انخفاضاً ملحوظاً بسبب هذا التصعيد، حيث بدأ تطبيق الرسوم الجمركية التي تقدر بحوالي 104% على المنتجات الصينية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو، من جانبها، فرضت الصين رسوماً مضادة بنسبة تجاوزت الثمانين في المائة على بعض المنتجات الأمريكية، ورد ترامب كذلك بفرض رسوم تجاوزت المائة، وهو ما يعني أن العملاقين الاقتصاديين قد وقفا على إمكانية القطيعة الاقتصادية بين الجانبين، مما يعني اكبر ازمة عالمية ممكن ان تخلق عالما جديدا مجهول المصير.
ويواجه الرئيس الصيني، شي جينبينغ، تحديات كبيرة، حيث تعاني بلاده من تباطؤ اقتصادي وضغوط داخلية على خلفية أزمة سوق العقارات وارتفاع معدلات البطالة، وعلى الرغم من هذه الضغوط، فإن الصين تبدو مستعدة لتحمل العواقب الاقتصادية نتيجة لهذه الحرب التجارية، وهو ما يعكس رغبة كبيرة في عدم الاستسلام لما يراه البعض تهديداً أمريكياً لهيبة الجمهورية الصينية الشعبية .
من الناحية الأخرى، يعاني الاقتصاد الأمريكي أيضاً من تبعات هذه الحرب، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تصدر إلى الصين ما قيمته 143 مليار دولار، إلا أن الواردات من الصين تصل إلى 438 مليار دولار، ما يخلق عجزاً تجارياً ضخماً، ومع استمرار التصعيد، يطرح السؤال: هل ستتمكن الولايات المتحدة من إيجاد بدائل سريعة للسلع الصينية في ظل ضيق الوقت؟؟.
من الواضح أن هذا النزاع التجاري لا يقتصر على الرسوم الجمركية فقط، بل يشمل العديد من جوانب العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مثل الاستثمارات المتبادلة والتجارة الرقمية. هذه الروابط تجعل من الصعب تقدير تداعيات الحرب التجارية بشكل دقيق، حيث يمكن أن تؤدي كل خطوة إلى نتائج غير متوقعة.
الحديث عن حلول عبر المفاوضات بين الطرفين لا يبدو مشجعاً في الوقت الحالي، ففي حين أبدت بكين استعدادها للحوار، إلا أن هناك شكوكاً حول قدرة واشنطن على تقديم تنازلات.
يرى بعض الخبراء أن إدارة ترامب قد تبالغ في تقدير قوتها الاقتصادية، مما يضع ضغوطاً إضافية على المفاوضات المستقبلية.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: كيف ستنتهي هذه الحرب التجارية؟ الإجابة لا تزال غير واضحة، قد يظل التصعيد قائماً لفترة طويلة، ما قد يؤدي إلى المزيد من التحديات الاقتصادية والسياسية في كلا البلدين والعالم أجمع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X