
أكادير: إلى العامل أمزازي.. مرتفقون غاضبون من سوء تدبير الملحقة الإدارية الثامنة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
يشتكي عدد متزايد من المرتفقين من سوء المعاملة داخل الملحقة الإدارية الثامنة بمدينة أكادير، في ظل استمرار بعض الممارسات التي توصف بـ”المتجاوزة” والتي تعود إلى عقليات العهد البائد، حيث تُغيب مبادئ الاحترام، التواصل الإيجابي، والخدمة العمومية.
ففي الوقت الذي تتجه فيه الدولة إلى تعزيز قيم الحكامة الجيدة، ورقمنة الإدارة، وتحسين علاقة المواطن بالإدارة، لا يزال بعض العاملين داخل الملحقة الإدارية المذكورة يتشبثون بأساليب متجاوزة، تتسم بالسلطوية، والجمود الإداري، والتعامل الفوقي مع المواطنين.
مرتفقون عبّروا في تصريحات متفرقة عن استيائهم من طريقة التعامل معهم، التي يغيب فيها التوجيه اللائق، وتطغى عليها نبرة الاستعلاء والتجاهل.
ويؤكد أحد المواطنين قائلاً: “تشعر وكأنك في زمن آخر… منطق الاحتقار، والتسويف، والتعالي ما زال حاضرًا بقوة، وكأننا خارج زمن الإصلاح.”
ويرى متتبعون أن هذه الممارسات تنسف الجهود الرسمية المبذولة لتحديث الإدارة وتحسين جودة خدماتها، كما تكرّس فجوة الثقة بين المواطن والمؤسسة العمومية، وتُفرغ شعارات “الإدارة في خدمة المواطن” من مضمونها.
وتتمثل أبرز مظاهر هذا الخلل في ضعف الاستقبال، وانعدام التوجيه، وغياب وضع علامات ويافطات بارزة لتحديد أدوار المكاتب ومهام المتواجدين بداخلها، وسوء المعاملة اللفظية، إضافة إلى التماطل في إنجاز الوثائق، وغياب آليات فعالة لتنظيم المرتفقين واحترام أولوياتهم.
هذا الوضع يُفاقِم من معاناة الفئات الهشة، خصوصًا كبار السن والنساء، ويُكرّس فقدان الثقة في الإدارة.
وفي هذا السياق، يوجّه المرتفقون نداءً واضحًا إلى الباشا، رئيسة الملحقة الإدارية الثامنة والتي تضم اكبر الأحياء السكنية ” الهدى والسلام “، مطالبين إياها بالتدخل العاجل والحازم لوضع حد لهذه الممارسات التي تسيء إلى الإدارة الترابية وإلى مجهودات الإصلاح التي تنهجها الدولة، وفي مقدمتها تفعيل آليات المراقبة اليومية على أداء الموظفين وأعوان السلطة داخل الملحقة، وتنظيم دورات تكوينية في مجال التواصل الإداري وأخلاقيات المرفق العمومي، وكذلك إحداث فضاء استقبال مخصص للمرتفقين يُراعي شروط الكرامة والنظام، ووضع شباك خاص بالشكايات والملاحظات لتسهيل إيصال صوت المواطنين، مع ضرورة فتح تحقيق داخلي في سلوك بعض الموظفين والأعوان المتورطين في سوء معاملة المرتفقين.
ويرى عدد من المتتبعين أن مسؤولية الباشا اليوم أساسية لإعادة الاعتبار لدور هذه المؤسسة الإدارية، وجعلها نموذجًا للنجاعة والحكامة الجيدة، في أفق تجديد العلاقة بين المواطن والإدارة على أسس من الشفافية، المسؤولية، والاحترام المتبادل.
المطالب تتجه اليوم نحو تدخل عاجل من السلطات المختصة، خاصة على مستوى ولاية جهة سوس ماسة، من أجل إعادة تأهيل الموارد البشرية، وتكثيف دورات التكوين في أخلاقيات المرفق العام، مع إعمال آليات التتبع والمساءلة في وجه كل من يسيء لصورة الإدارة المغربية الحديثة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X